أحد أسباب قلة فرصك

بـــــــسم الله الرحمـــــــن الرحيـــــــم

للأسف كتير باشوف ناس قليلة الحيلة وقليلة الخبرة في الحياة رغم كبر سنهم. قلة الحيلة والخبرة مش معناها إنه طيب وبيثق في الناس بسهولة فقط. أكيد النصاحة مطلوبة وحسن الظن باردو مطلوب والمعادلة مش سهلة انا عارف. لكن اللي اقصده هو قلة وجود الأفكار اللي بتجيله وإحتياطه الشديد في كل حاجة. فاكر إنهم هيدوهاله بالمعلقة وإن في وصفة سهلة لكل شئ.

بيحب أوي يستمتع بالحياة من كلام ملوش لازمة وتفاهات وعيش في واقع وهمي من أفلام ومسلسلات والعاب Video Games يعني وكدة. مش عارف مدي خطورة الكلام دة عليه.

يادوباك كل العلم اللي خده هو بتاع المدرسة والجامعة بعيوبهم وزهق من العلم وأحيانا كرهه بسبب طريقة التعليم. وبالتالي بقي واخد موقف من أي علم ورغم كل سنين التعليم اللي خدها للأسف لم يبني عقلية علمية منهجية.

يعني رغم سنين التعليم لم يغلب علي قرارته التفكير السليم المنطقي. لم تثمر العقلية الجميلة اللي تدور عالحلول مش المشاكل. لم يثمر العقلية المتفتحة اللي قد أحيانا تخرج عن العُرف والمألوف طالما بعض الأعراف السائدة والمألوفة غلط وأكيد أولا وآخرا بيراعي ربنا سبحانه وتعالي يعني مش مجرد واحد مخالف وخلاص من باب خالف تُعرَف لكنه بيفكر وبيشغل مخه اللي ربنا إداهوله وبالتالي طريقة تفكيره بتتحسن للأفضل.

غالب علي فكره فكرة المستهلك لإنه مأنتجش حاجة لحد ما اتخرج من الجامعة غير يا دوباك مشروع التخرج علي كام project كدة ومش شرط ال projects دي تبقي واقعية ولا مفيدة لسوق العمل. اه وممكن باردو يبقي دخلوا كدة في كام نشاط طلابي. الحاجات دي مهمة جدا بس باشوف إنها مش أحسن حاجة باردو. يعني مش تسيبها لكن خودها وكمل نقصها.

فاكر إنه بكورس او كتاب أو حتي بخارطة طريق Road Map ماشي عليها إن الموضوع خلاص بقي في إيده وهيبقي ماشي بمنتهي السلاسة. مع إحترامي لكل الكتب والكورسات وخرائط الطريق في الآخر هم عمل بشري إذا ممكن يبقي فيهم نوع قصور. ممكن فاتة عالكاتب حاجة او فاكرك عارف حاجة انت مش عارفها او الأنأح إنك تبقي فاكر إنك فاهم وعارف حاجة وانت بتضحك علي نفسك ومش عارف إنك مش عارف.

مش عارف إن الموضوع مهما بان إنه سهل وممهد إنه محتاج باردو مجهود زائد لتكميل النقص ولبناء الصورة الكلية. مش عارف إن أحيانا محتاج يقرأ نفس الحاجة أكتر من مرة عشان يفهمها وإن دة عادي.

سريع الملل وعايز كل حاجة وجبات سريعة بالذات الجيل الجديد اللي اتربي علي وسائل التواصل الإجتماعي وال Social Media واتربي عالوجبات السريعة وعلي الرفاهية الزائدة من كمية المحتوي الهائل علي الإنترنت بمختلف التأثيرات الصوتية والرسوم المتحركة Animation وفاكر إن كدة خلصت الحدوتة.

اصبح إنسان سريع الملل وهش ويحب يجري وراء أي حاجة توعدوا بنتائج سريعة. أكيد شفت كتير انت عناوين من الصفر للإحترافية أو Zero To Hero. ماهو دي الحاجات اللي بتجيب views اكتر عشان الجمهور ال audience بيعجبوا العناوين دي عشان الجمهور مستعجل عالنتائج من اللي بيشوفوا علي وسائل التواصل الإجتماعي.

في طريقة تفكيره يقولك أصلي سمعت حد قال كدة. وكتير بيشكروا فيه. وقد يعتمد عالكمية دون الجودة والموثوقية رغم إنه ممكن يبقي شغال Data Scientist بس هو علم الإحتمالات والإحصاء اتعلم إنه يطبقه بس في شغله لكن برا شغله لأ يفكر براحته بقي عشان انت عارف إن دماغه تعبت من الشغل ومحتاج يريحها شوية باردو. أكيد انت بتعذره.

انت مش واخد بالك إن الظاهر وسائل التواصل الإجتماعي لا تميز بين ال Like بتاع العالم وبتاع المبتدئ او حتي الجاهل في المجال؟ ولو فرضنا إنهم بيميزوا بين العالم وغيره ايه هي معايير التمييز.

خد من دة بقي كتير واضرب في كمية البشر اللي عايشين والأجيال القادمة وإن دول إن شاء الله هيبقوا آباء وأمهات مربين.

ايوا طاب ايه الحل يعني؟

باردو مفيش وصفة سهلة. انت هتكرر نفس الغلطة تاني؟ ممكن يبقي في بعض الإرشادات هتلاقيها في نفس ال post دة ضمنيا والبعض الآخر ينبع من معرفة حقيقة الدنيا وحقيقة وجودك فيها. تكون فكرت في الأسئلة الأولية وأجبت عليها بشكل صادق وتستعين بأهل العلم الثقات عند وجود شبهات عشان يبقي عندك دافع قوي تقوم بيه تواجه الحياة بصعوباتها وتبقي مش متضايق لإنك لو تعبت في الأول هتبقي الدنيا أسهل عليك كتير إن شاء الله ممكن يبقي اسهل تتميز بين ناس تفكيرهم زي ما وصفت في المنشور دة.

تبقي مدرك قيمة وقتك ومتسلمهوش لجامعة ولا لكورس ولا لأي حد عشان مجرد تحصل علي شهادة أو الناس يسقفولك. تبقي عارف إنك لازم تحاول تجيب أخرك مهما كان الطريق شكله ممهد. لو قاعد بتحضر كورس أو محاضرة مش فاهم منها ابذل مجهود وقول طاب ايه الحل. اكيد مش بقولك تسيب الكورسات ولا الجامعة طبعا ولا حتي الشغل. انا بقول إنك تاخد مسئولية وقتك وإن أي نقص تشوفه تسعي انت لتكميله بقصاري جهدك ومتبقاش رامي الحمل علي الجامعة أو اللي عامل الكورس وما إلي ذلك.

وباعدين انت مفكرتش إن لو الموضوع هو مجرد Road Map معين تمشي فيه كدة بدون نقاش إن دة يبدو في شئ من السهولة فلو كله عمل كدة فقط مش هيبقي متميز ونرجع لقصة العرض والطلب. اه ال Road Map مهمة طبعا بس لازم تكمل النقص اللي فيها وطبعا تستشير أهل العلم والخبرة مش تمشي بدماغك في طريق مجهول وغيرك وصل وتقوللي اصل عمله ناقص. أيوا ناقص لكن فيه حاجات مفيدة جدا وخبرات ثرية جدا.

انا مش بقول إنك تبدأ كل حاجة من الصفر وتعملها بنفسك. لأ اللي اقصده إنك تاخد الموجود وتبذل فيه مجهود شديد وتسعي لتكميل نقصه بالإستعانة بأهل الخبرة الموثوقين في المجال.

لو حبيت اختصر كل الكلام دة ممكن اختصره في “إن وقتك هو عمرك وله إنعكاس يؤول للمالانهاية في الآخرة إذاً فقيمة وقتك تؤول للمالانهاية فاستخدم عقلك واحرص علي وقتك ووسع مداركك بحسن إستغلال وقتك وأن تفعل ما خلقك الله لأجله. تبقي صاحب رسالة ورؤية مش تمشي كدة وخلاص وتقول ماهي ماشية. لأ دة وقتك وانت مسئول عنه وهو من أغلي ما تملك.”

وبعد كام سنة لو تغير تفكيرك للأحسن يا تري هتبقي عامل إزاي وايه اللي ممكن تعمله وإزاي ممكن تساعد غيرك؟

والله اعلم
و صَلَّى الله و سَلَّم وبارَك علي سيدنا مُحَمَّد وعلي آله

Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x